المتابعون

الجمعة، 14 أغسطس 2015

الإخوان وإسرائيل وشباب يناير




الفرق بين شباب يناير والإخوان هو نفس الفرق بين فلسطين وإسرائيل .. ازاى؟


يهود أوروبا اتعرضوا لمجازر بشعة على ايد النازيين فى الحرب العالمية التانية .. بس اليهود منظمين وأذكياء وعندهم فلوس وبالتالى عرفوا يروجوا لقضيتهم كويس أوى ويبتزوا العالم الغربى كله لحد ما حققوا وعد بلفور اللى أخدوه فى 1917 ورجعوا على الأرض الموعودة اللى التوراة ( أكثر كتاب بيضم كمية افتراءات وأكاذيب وسفالات  على مر التاريخ )   بتقول إن ربنا وعدهم بيها .


اليهود بقى لما مسكوا فلسطين ( بدون وجه حق )  عملوا فى الفلسطينيين مذابح أكتر وحشية من مذابح النازى فى حقهم بس لان الفلسطينييين مش منظمين وأغبياء ومعندهومش فلوس ( سيبك من إن قيادات فتح وحماس أثرياء ثراء فاحش لأن الفلوس دى مفيش مليم منها بيتصرف ع القضية) معرفوش يروجوا لقضيتهم ومش بس كده ده تصرفاتهم الهبلة خلت العالم كله يبص لهم على إنهم إرهابيين ومجرمين رغم  إنهم غلابة وأصحاب أرض وأصحاب حق !


نفس الكلام ينطبق على الإخوان وثوار يناير


ثوار يناير اللى طلعوا لوجه الله والوطن  اتقتلوا بدم بارد من الشرطة فى يناير ومن الشرطة والجيش فى محمد محمود ومجلس الوزراء  ، ده غير المسيحيين اللى قتلهم الجيش فى ماسبيرو ( ودول مكانوش ثوار دول مجموعة طائفيين خارجين يطالبوا بمطالب طائفية وده ميمنعش إن قتلهم جريمة لابد أن يحاسب اللى عملها مهما فات من زمن) المهم لما كان ثوار يناير بيتقتلوا ويغتصبوا ويرتموا فى السجون ويتكشف على عذرياتهم كان الإخوان بيهللوا لكل اللى بيحصل وموافقين عليه تماما ، بالعكس كانوا شايفين إن الشرطة والجيش مش قاسيين كفاية على الثوار!!



فى المقابل ثوار يناير عملوا إيه ؟ شافوا إن المظاهرات مش بتجيب نتيجة بالعكس بتهيج الرأى العام ضدهم ومع ذلك بنفس غباء الفلسطينيين أصروا على نفس الوسيلة رغم فشلها مظاهرة ورا مظاهرة لما تعبوا ونفسهم اتقطع .. مفيش تغيير أسلوب ، مفيش اندماج للألف ائتلاف اللى اتعملوا ، مفيش غير كل شوية شهدا جداد وشباب اكتر فى المعتقل ، ده المسكين أحمد دومة قال على الهوا بكل هبل انه كان ماسك مولوتوف .. مولوتوف ايه يا أهبل اللى كنت ماسكه هو لو الثوار كان معاهم مولوتوف كان بقى ده حالهم ؟  أهم لبسوك حرق المجمع العلمى رغم ان همه اللى حرقوه . نفس التصريحات المستفزة من شباب الثورة ، نفس ضعف الثقافة وغياب الحجة رغم ان قضيتهم عادلة والنتيجة ؟ الكل بقى شايفهم يا إما خونة يا إما شوية عيال هبل


نيجى بقى للبهوات .. الإخوان .. من يومهم زى اليهود بيعرفوا يقلبوا الحق باطل وبيعرفوا من أين تؤكل الكتف .. رابعة مذبجة ومجزرة واللى عملوها لازم يتحاكموا زيهم زى ضباط النازى  ولو فات خمسين سنة .. دى حقيقة


بس همه اللى فى رابعة كانوا عاوزين إيه لا مؤاخذة ؟ حرية وديمقراطية ؟ أبدًا .. حقوق إنسان ؟ حقوق الإنسان عندهم حرام أصلاً .. أحمد حرارة لما ضحى بعينيه الاتنين مكانلوش فى السلطة أب ولا عم نازل يدافع عنهم ولا كان نازل بدافع الطمع فى حكم أو منصب .. عشان بس اللى فلقونا ببنت البلتاجى ماشى أسماء فعلا صعبت عليا ومكانش فيه داعى تتقتل  بس هى مكانتش شهيدة العشق الإلهى ولا كانت نازلة عشان مصر هى اعتصمت  عشان باباها يفضل فى السلطة وكل اللى كانوا هناك كانوا نازلين لمصلحة شخصية مباشرة إما لأنهم مشاركين فى تورتاية الحكم ، أو لأنهم طمعانين فى منصب أو سلطة أو لأنهم خايفين إن سقوط الإخوان يرجعهم المعتقلات تانى.


المهم الدولة الغبية قررت إنها ترتكب مذبحة بدل ما تحاصر البؤرة المتطرفة اللى فى رابعة والنهضة وتضيقها وتصفيها تدريجيا ، البرادعى ضميره لم يحتمل كمية الدم اللى سالت فاستقال وده موقف المصريين بمستواهم الثقافى والإنسانى الحالى محتاجين خمسين سنة كمان عشان يعرفوا يستوعبوا موقف زى ده ويقدروه . لكن الاخوان كانوا منتظرين ومتوقعين المذبحة مش بس كده دول كانوا بيتمنوها وبالفعل استفاد الإخوان استفادة عظمى .. الإشارة بتاعة رابعة ، اللون الأصفر ، صور الضحايا اللى سقطوا فى الفض ، الحملة الإعلامية فى العالم كله ضد مصر حكومة وجيشا وشعبا  ، يا أخى ده حتى البرادعى هاجموه واتهموه انه شريك فى المجزرة ..


بعد كده آجى أفتح الفيس بوك النهاردة ألاقى شباب يناير وعلى رأسهم أبناء التيار المدنى رافعين شعارات رابعة ؟ يا أخى أحمس منك ليها


قبل ما تاخدكم الجلالة وتلونوا بروفايلاتكم بالأصفر وترفعوا إشارات رابعة وتحتفوا بذكرى المذبحة .. افتكروا 28 يناير 2011 و محمد محمود وماسبيرو ومجلس الوزراء والعباسية .. إفتكروا كويس إن الإخوان مش مؤمنين بالحرية ولا العدالة ومكانش عندهم مانع إن مليون مصرى يتقتلوا فى يوم واحد بس همه يفضلوا فى الحكم ,, يا اخى دول ضحوا بمئات من أعضاء جماعتهم عشان بس يوصلوا لنقطة التفاوض  .. متساعدوش الإخوان يوصلوا للحكم تانى بغبائكم  وان كان لازم ولابد تفتكروا .. فالمذابح مش بعدد الضحايا ولا كمية الدم المذابح تتحسب فى التاريخ بنبل قضية المذبوح وشجاعته فى مواجهة السلاح وهو أعزل .. إعملوا شعار لشهداء يناير وشعار لمحمد محمود .. افتكروا علاء عبد الهادى والشيخ عماد عفت وجيكا اللى قتلته الداخلية فى عهد الإخوان.


إفتكروا الشهدا اللى بجد مش اللى كده وكده .. افتكروا اللى نزلوا يهتفوا عيش حرية كرامة إنسانية مش اللى ماتوا وهمه بيهتفوا مرسى رئيسى .. اللى ماتوا فى رابعة ضحايا .. ضحايا لطمعهم فى السلطة .. ضحايا لقيادات الإخوان .. ضحايا السلاح الميرى .. بس اللى ماتوا فى يناير.. كانوا شهداء وأحرار وشجعان بس للأسف ثوار يناير زيهم زى المقاومة الفلسطينية آخرهم يتخانقوا مع بعض ويندبوا حظهم ويسيبوا الملعب بالكامل .. لإسرائيل  .

الأربعاء، 29 يوليو 2015

المجتمع ذلك المجرم !!




بقلم \ ميادة مدحت

تبدأ حياتك بعقل يقظ وقلب مرهف .. عيناك فيهما بريق الدهشة وحب المعرفة .. الأصل فى الأشياء الحب .. تحب أهلك وبيتك وجيرانك وأصدقاءك ربما تكون سعيد الحظ فتقضى طفولة رائعة خالية من المتاعب والألم ولكن مهما كانت طفولتك سعيدة لن تتجاوز أبدا مرحلة المراهقة دون أن تتعرف إلى الضيف الجديد الذى سيلازمك ما تبقى من عمرك .. القهر . إن كنتِ أنثى ربما تتعرفين إليه منذ الطفولة .


خياراتك الصغيرة – لو تركوك تختار – ستصبح مثار سخرية وانتقاد من الكبار سيتولد داخلك بالتدريج  شعور بعدم الكفاءة وبأنك ناقص الأهلية وفى احتياج دائم لكبير ينصح لك ويشير عليك .. ستعرف القهر على يد الوالد المتطرف الذى يرغمك على الصلاة ويضربك عليها وأنت بعد فى العاشرة وربما أصغر . أو أنك ستجد نفسك مرغمًا على كتمان آلامك أثناء إصابتك بالحصبة وأنت فى الثامنة من عمرك فالرجال لا يبكون! ومع الوقت ستكتم أيضا مشاعرك وسترى أن التعبير عن حبك أمام أى فتاة هو محض ضعف ولكنك أيضا ستعرف كيف تفتعل أكاذيب العشق لتوقع فتاة تلو الأخرى فى حبائلك  فالاعتراف الكاذب بحب غير موجود لا يضير كرامتك.. ستتحول مع الوقت إلى منافق وكذاب وهاتك أعراض وستبرر لك أمك أن الرجل لا يعيبه إلا جيبه !


أما أنتِ أيتها المسكينة ستعرفين منذ الصغر كيف تحترفين الكذب بدءً من مساحيق التجميل التى تغير معالم  وجهك مرورًا بتزلفك إلى طنط فلانة وطنط علانة لكى تربى سمعة أنك فتاة لطيفة ومطيعة . وحسبما مالت ريح  أهلك سيتوجه شراعك فإما تغطين جسدك وشعرك وربما وجهك أيضًا لتصبحى ابنة شرعية لبيت مسلم محافظ ينتمى إلى الطبقة الفقيرة أو المتوسطة ، وإما أن ترتدى البكينى – حتى وإن كنتى تخجلين من ارتدائه – لتليقى بمكانتك كابنة السفير فلان أو رجل الأعمال علان بين قريناتك على شواطىء سيدى عبد الرحمن!


تبدأ مراهقتك بحلم البطولة وبأن تصبح قدوة ومثلا أعلى لغيرك ؟ ولكن الحال تنتهى بك إلى مرافئ الفشل والعجز وخيبة الأمل . الأسرة ستقهرك والأصدقاء سيبتزونك دومًا لتثبت لهم أنك رجل .. الجنس الآخر سيحاكمك ويحكم عليك طبقا لمعايير دقيقة وضعها المجتمع .. المجتمع ذلك المجرم!!


وفجأة ستجد نفسك فى منتصف العمر كالذى أصابه فقدان الذاكرة فلن تعرف متى وأين فقدت مبادئك وتحولت من شخص مثالى حالم رومانسى صادق وشجاع إلى كيان مبتسر محطم ليس لديه مبدأ يدافع عنه ولا قيمة يؤمن بها ولا قضية يحيا من أجلها .  لم تعد نفسك تأبى المهانة إن كانت سبيلاً إلى مكسب أو منفعة ولن تعد تأنف الكذب مادام قد أثبت أنه منجاة لك فى كل محنة يحيكها هذا الزمن فقد ولى زمان كان فيه الصدق منجاة.  


ستعرفين أن أنوثتك لابد أن تستغل فالله لم يعطها لك إلا كمصدر رزق اطمسيها تماما خلف أسوار التشدد أو انتهكيها بشدة على أعتاب الرجال – المهمين منهم على وجه الخصوص- فى الحالتين ستجدى لك أهلا وعشيرة وسند وستمتلكين القوة والنفوذ . نافقى واكذبى قدر المستطاع فالنفاق خلق كريم يجب أن تتحلى به بنات الأسر الكريمة. حب وتذكرى دائما الصراحة وقاحة والحب خطيئة والقرش يصنع لصاحبه قيمة!


نبدأ حياتنا كبراعم صغيرة يصلح البرعم منها إذا تفتح فى جو صحى أن يصير قدوة ومثلاُ أعلى ولكن المجتمع -  هذا المجرم – يسقينا ماءه الملوث ويحجب عنا شمس الحرية فينتهى بنا الحال وقد صرنا نباتات بلا جذور وكأننا شجر الزقوم ونصبح مجرد عبرة لمن يعتبر .      


    

السبت، 25 يوليو 2015

العلمانية فى ثوبها النازى


عندما أتابع اللوثة الفكرية التى اجتاحت الوسط العلمانى  المصرى  أشعر بالأسى وبالخوف على مستقبل العلمانية فى مصر. لست ممن يؤمنون بأن مواجهة الفاشية لا تستقيم إلا بالاستعانة بفاشية مضادة وأرى أن هذا منطق مغلوط يودى بمن يؤمن به إلى موارد التهلكة . ومنذ فترة ظهر نوع من السعار الذى أصاب قلة من العلمانيين  -وإن ارتفع صوتهم - إنه سعار يشبه ما أصاب تيارات التطرف فانكبت على شكليات ليست من جوهر الدين ولا تغنى من الحق شيئا فروجوا لها واستماتوا فى الدفاع عنها تاركين الأخلاق والقيم والروحانيات .


على رأس تلك الرموز الشكلية مسألة الحجاب الذى انتشر كالنار فى الهشيم منذ سبعينيات القرن الماضى لظروف نعلمها جميعا ومع الوقت تحول الحجاب إلى فرض اجتماعى قبل أن يكون دينى . ولأن كل المفروض مرفوض التزمت فتيات كثيرات بحجاب الرأس مع تعرية أجزاء أخرى من الجسد  وارتداء الملابس الفاضحة ، ثم مع الوقت صار طبيعيا أن تجد فتاة محجبة فى وضع مخل بالآداب على كورنيش النيل أو أخرى تدخن الشيشة وتشرب البيرة ولا ضير مادامت ترتدى تلك الخرقة التى تثبت أنها ملتزمة والتى تميزها عن المسيحيات!!


ليست المشكلة من وجهة نظرى فى الحجاب نفسه ولكن فيما تحول إليه من رمز للازدواجية  فى حياتنا الاجتماعية والدينية. من حق كل فتاة أن ترتدى كيفما تشاء ولكنه حق تأبى جميع الأطراف  أن تقر به للأنثى المصرية . وقد عانينا لعدة عقود من حفنة متخلفين ومكبوتين جنسيًا وبعضهم مرتزقة يتعاطون الرشاوى من بلاد النفط جعلوا من الحجاب بقرة مقدسة  وهاجموا كل من لا ترتديه بتهمة الفجور والانحلال والبعد عن دين الله . ولكنى أرى الآن حفنة أخرى لا تقل تخلفا عن الأولى تتمثل فى مجموعة من العلمانيين الذين يروجون الآن لمنع المحجبات من دخول المصالح الحكومية والمطاعم والنوادى ، وربما يأتى الغد القريب فنرى منهم من يدعو لمنع المحجبات من دخول المستشفيات لتلقى العلاج أو ربما حتى يصلون إلى مرحلة ينادون فيها بإحراق المحجبات أحياء!


هل قرأتم تاريخ النازية جيدًا ؟ أن تمنع مجموعة من البشر من ارتياد الأماكن العامة أو الاختلاط بباقى فئات المجتمع لمجرد أنهم لا يروقونك هى بحق جريمة لا يضاهيها فى الوضاعة إلا ما ارتكبه النازيون فى حق يهود أوروبا قبيل وأثناء الحرب العالمية الثانية . 


إن العلمانية – كما أفهمها – هى أسلوب تفكير ومنهج لإدراك الأشياء وليست أيديولوجيا تقصى من لا يؤمن بها ولكن ما أراه الآن من بعض العلمانيين لا يبشر بخير فهم يرحبون بالمذابح مادامت تقع فى حق من يخالفونهم الرأى ويروجون لمشاعر الكراهية والحقد وتحقير الآخر بشكل لم يفعله إلا الإخوان والسلفيون فهل نريد أن نصبح مثلهم؟


ثم دعونا نقف سويا على عدة حقائق مهمة فيما يتعلق بالمحجبات الذين ينادى البعض الآن بإقصائهم من الحياة الاجتماعية فى مصر : أولا : هناك نسبة منهن أجبرن على ارتداء الحجاب  ونحن نعلم جميعا واقع أسرنا المصرية المحافظة والريفية وواقع المناطق الشعبية وكيف تتعامل مع غير المحجبات ، إذن عزيزى العلمانى الفذ عندما تطالب بازدراء هذه الفئة فإنك تتسبب فى قتلها مرتين الأولى بفعل القهر الأسرى والثانية بيدك أنت لأنك قررت أن تعاقبها على شيء لم يكن لها فيه اختيار . ثانيًا : بالنسبة للمحجبة التى ارتدت  الحجاب عن قناعة هل يستسيغ عقلك العلمانى (المستنير) اضطهاد الناس ومعاقبتهم على خياراتهم فى الحياة ؟ أفهم أن تمنع المنقبة من دخول بعض الأماكن- بل وفى رأيى أن تمنع المنقبة حتى من ركوب المواصلات لأنها تفتئت على حقى الشخصى فى معرفة هوية من تركب إلى جوارى وهل هى أنثى أم ذكر متنكر أو ربما إرهابى هارب - ولكن ما طبيعة الضرر الذى تسببه من تكشف عن وجهها على الأمن القومى والاجتماعى ؟


ثم دعنى استوقفك قليلا لأسألك – إن كنت من أسرة مسلمة – هل تخلو عائلتك من أم أو أخت أو ابنة عم محجبة؟ هل جعلهن الحجاب إرهابيات  أم أنهن مثلما كن من قبل طيبات مرحات جميلات ؟ ثم كيف نروج طيلة الوقت لحرية الفكر والتعبير والاختيار ثم نصادر حق غيرنا فى تقرير مصيره وارتداء ما يريحه ما دام لا يضرنا فى شىء؟  ثم ماذا نتوقع نحن- العلمانيون- من فتاة محجبة تحرم من وظيفة تستحقها أو تمنع من دخول مكان تصبوا لقضاء بعض الوقت الممتع فيه مع رفيقاتها لمجرد أنها محجبة ؟ هل ستحب وقتها القيم العلمانية ؟ هل ستفهم حججكم الواهية إن كان لديكم حجج ؟ أم أنها ستجد نفسها لا تلقائيًا تقترب أكثر من التيارات الرجعية لتجد بينهم مأوى وتستشعر لديهم الألفة ؟


ثم أخبرنى عزيزى العلمانى – فى حال نجحت دعوتك – وأخفيت الحجاب (قسرًا) من النوادى والفنادق والشواطئ بل ومن الوجود ثم عدت إلى منزلك قرير العين ونظرت فى مرآتك هل يسمح لك ضميرك أن ترى انعكاس صورتك فى المرآة بغير أن ترى خلفها صليبًا معقوفًا ؟

الخميس، 23 يوليو 2015

ثورة يوليو ال(مش) مجيدة




عبد الناصر يزور قبر البنا

قبل ما تحتفل بيوليو افتكر كويس ان يوليو دى هى اللى لغت الأحزاب كلها وأبقت فقط على جماعة الإخوان المسلمين ومش بس كده دى سمحت لميليشياتهم بعرض عسكرى حضره محمد نجيب وأعضاء مجلس قيادة الثورة ... وقبل ما تتغنى بالعدالة الاجتماعية إفتكر إنها مكانتش عدالة لكن كانت منتهى الظلم والحقد والانتقام من طبقات معينة ومعاقبتهم لمجرد انهم أثرياء أو (ولاد ناس) ..وقبل ما تسرح فى أوهام الوحدة العربية افتكر ان السودان منفصلتش عن مصر غير بعد يوليو والبركة فى "صلاح سالم" .. وقبل ما تصدعنا بأغانى الكرامة افتكر الجيش المغدور فى اليمن والمسحول فى سينا 1967 وقبل ما ترسم صورة وهمية للضباط الأحرار وأخلاقهم كلمنى عن نجيب اللى رموه فى الإقامة الجبرية واتبهدل لآخر يوم فى عمره وعن عبد الحكيم عامر وصلاح نصر والفجور اللى كانوا عايشين فيه وعن كراهية السادات وحسين الشافعى لبعض .. وقبل ما تكلمنى عن احتفاء ناصر بالفن كلمنى عن محمد فوزى اللى اتصادرت شركته للإنتاج الفنى ومات بحسرته وعن إسماعيل ياسين اللى طفوا شعلته بوشاية وعن الفنانات اللى حولوهم لفتيات ليل (على فراش الوطن !)  


أعزائى الناصريين المخضرمين قبل ما تتكلموا تانى عن التقدمية والرجعية افتكروا كويس إن الدول  المتقدمة كلها مشافتش يوم عدل غير لما أطاحت بالنظم الديكتاتورية كلها .. عمرك شفت ألمانى بيحتفل بذكرى تولى  هتلر حكم ألمانيا ؟ هو فيه.. بس دول اسمهم النازيين الجد وبيبصولهم بره على إنهم مجرمين .. آه والله مجرمين . ده برغم ان هتلر بنى أقوى جيش فى أوروبا والألمان قبل ما ينهزموا كانوا فى روسيا وبولندا وفرنسا ده جيوشهم وصلت للعلمين يا جدع .. يعنى هتلر كان بيقول وينفذ مش يطلع يشتم ملك السعودية وبعدين ميلاقيش غيره فى الآخر يديله مساعدة ولا يطلع إعلامه الكداب يقول للناس احنا اسقطنا دشليون طيارة فى الوقت اللى جيش اسرائيل كان دخل سينا ومدد رجليه .

فى الوقت اللى كان فيه جيشنا بيستسلم كده 

كان اعلام عبد الناصر بيقول 

قبل ما تتكلم عن نظام يوليو اللى ربى الإخوان أحب أقولك إن ده النظام اللى بغباؤه دخل نصهم المعتقل فخرجوا منه إرهابيين فكرا وقولا وفعلا  وطارد نصهم التانى فخرجوا بره وعملوا التنظيم الدولى للإخوان اللى خرب نص العالم وفى طريقه لخراب النص التانى . وقبل ما تتكلم عن مدنية نظام يوليو أحب أفكرك إنه النظام ده هو اللى جاب لنا عبد الناصر(المقرب للاخوان وفيه مصادر ذكرت انه أقسم الولاء للبنا) و اللى المسيحيين تراجعوا فى عهده ودخلوا جوه أسوار الكنيسة بعد ما كان فيهم ويصا واصف  ومكرم عبيد وغيرهم ، وانه نظام يوليو هو اللى خرج من عباءته" الشيخ" حسين الشافعى بتأملاته الدينية اللى فضل يكتبها فى الصحف ويبهرنا بيها لحد ما مات ، والرئيس المؤمن السادات اللى أتحفنا بإنه رئيس مسلم لدولة مسلمة والمسيحيين يولعوا بجاز بقى مش قضيته.


أعزائى الستينيين ..قبل ما تحتفلوا ابقوا بصوا على مصر دلوقتى وشوفوا يوليو عملت إيه فيها وفى شعبها ، احنا عشنا سنين نصدقكم واتربينا على أساطير ألفتوها وصدقتوها بس خلاص  جيلنا كبر وفهم وعرف .. احنا مش لسه أطفال أو مراهقين إحنا عدينا التلاتين وداخلين على سن النبوة ومفيش نبى بيعبد صنم .. انتهى

الأربعاء، 22 يوليو 2015

من وحى مواصلات مصر



فى الميكروباص لو ليك باقى ربع جنيه هتاخده واللى حواليك هيشوفوا ده عادى وحقك ..فى التاكسى لو العداد 5 جنيه لو مدفعتش 6 أو سبت باقى العشرة ممكن أوى تتشتم من السواق أو تسمع تعليق مفاده انك مش وش تاكسيات .. لو مستعجل الميكروباص هيوصلك أسرع لأن التاكسى هيلف بيك الكرة الأرضية عشان العداد يعمل أكتر  والمترو أسرع من الاتنين..لو انتى بنت لازم تعرفى انه هيتم التحرش بيكى بغض النظر عن المواصلة اللى هتركبيها بس الفرق انه لو فى مواصلة عامة هيبقى عندك أمل إنه محاولة التحرش متتحولش لاغتصاب لكن فى تاكسى وطلعتى على الدائرى أو فى شارع مهجور مصيرك هيعتمد على حظك ..الميكروباص وسيلة مثلى للتواصل الانسانى ومعرفة كنه المخلوق المصرىلأنك فى التاكسى بتتعامل مع فرد واحد لكن الميكروباص حواليك على الاقل 12 بنى آدم مشكلين تراقبهم وتحلل كلامهم ولبسهم وتصرفاتهم ..متحاولش تاخد مترو أو أوتوبيس فى الصيف عشان تحلل الناس لأن غالبا انت اللى هتتحلل من الروايح الكريهة اللى هتشمها .. عشان تكتسب مهارات أبطال أفلام الاكشن مش محتاج تدريبات كونج فو وكاراتيه ركوبك الواصلات العامة هيحفز طاقات العدوان كلها بداخلك وهيعلمك مهارات مكانتش أبدا فى خيالك ومنها على سبيل المثال : 1- الركوب والقفز أثناء سير المواصلة ما هو السواق مش هيستنى سعادتك لما تركب أو تنزل المواصلة ماشية فى مسيرتها وانت مش هتعطل عجلة الانتاج ..2- مهارات اللكم وبعض مهارات الجودو ما هو مفيش حاجة اسمها مفيش مكان مش فيه واحد جمبك ؟ ارمى نفسك عليه متخافش مش هيفطس هو متعود على كده ولو كان مكانك كان هيعمل نفس التصرف 3- الالتحام بقوى الشعب العامل ( دى بقى مهارة سياسية ) التحام هيقربك للجماهير بشكل غير مسبوق انت هتبقى فعليا فى أحضان الجماهير حاسس بيها وسامع نبضها  .. فى الميكروباص تحديدًا هتتعلم ازاى تكون مواطن مطيع لأن لو اعترضت على أى حاجة السواق بيعملها هينزلك تحت نفق ..

فوق كوبرى .. فى قلب الصحرا حتى هينزلك وملكش دية وعلى فكرة مفيش حد من الركاب هيقول له تلت التلاته كام ... نرجع للبنات اتعلمى تشتمى لو صوتك رفيه تخنيه ع الآخر..عشان تلحقى كرسى لازم يكون فيه ضحايا حاولى بس ميكونش الضحية طفل أو راجل كبير أو امرأة مقهورة زيك بس أى 
male  قدامك هاتيه من قفاه وأى واحد وراكى اديه بالكوع ..كل ما كنتى ست مفترية كل ما كانت فرصك فى النجاة أعلى وكل ما كان موقعك الاستراتيجى فى دولة الميكروباص أو الباص أفضل .. ياه ده المواصلات المصرية دى مصدر إلهام بشكل غير عادى أشوفكم الحلقة الجاية :)

الثلاثاء، 16 يونيو 2015

الحقيقة وراء انتحار الغندورة




 


أنا مش قاسية .. ده مبدئيًا بس عشان محدش يتهمنى بانعدام الإحساس وتحجر المشاعر .. بس فيه حاجات يا أخى تخليك غصب عنك تتصرف بقسوة وأول الحاجات دى الابتزاز .. والابتزاز أنواع أسوأها ابتزاز المشاعر ..


 بنت لطيفة وفنانة وبتعزف ناى صورها مليانة بهجة .. نموذج من مثقفات وسط البلد وفنانات وسط البلد زيهم برده زى مثقفين وفنانين وسط البلد .. لو عاوز توصفهم باختصار مش هتقول غير مخلوقات متجسد فيها كل عيوب المجتمع وقذارته بس الفرق إن دول بيسموا نفسهم الطليعة .. المثقفين أو الثوار المهم يميزوا نفسهم عن الباقيين وخلاص..


الهانم انتحرت. أنا عن نفسى مكونتش اعرفها ولا اسمع عنها حتى قبل كده لكن  اتقهرت عليها بالمعنى الحرفى للكلمة لأنى عارفة يعنى ايه تكون بتتعذب ومحدش من اللى حواليك حاسس ولا فارق معاه ويعنى إيه تفضل الموت على انك تنطق وتبوح باللى واجعك وتكتشف بعد كده انك صارحت شخص ميستحقش الثقة ..


فيه نوع من البنات بيبقى حواليهم  ناس كتير كلهم بيقدموا نفسهم على إنهم أصدقاء فى النهاية كلهم ولا حاجة .. وقت الجد مبتلاقيش حد جمبك وقت ما تحتاج مساعدة لو لمحت بس لمحت انك محتاج مساعدة بيهربوا أو ساعات الأسوأ .. بيطلبوا المقابل !


مش بأقولكم مجتمع حقير !


البنت دى كانت من النوع ده  ( أنا افترضت كده) وعشان كده زعلت وحسيت بالغضب من كل الشخصيات التافهة اللى اكتشفوا فجأة كانت صديقتهم وكانوا بيحبوها ، على فكرة عاوزة أقولكم على حاجة اللى عنده أصدقاء بجد مستحيل ينتحر .. اللى عنده صديق واحد بجد مستحيل يحس باليأس والألم لدرجة تخليه ينهى حياته بإيديه . لأن وجود إنسان واحد بس فى الكون البائس ده بيحبك من غير مصلحة وبيتألم لألمك ده كفيل لوحده يصبرك على عذاب سنين


قبل كده فيه بنت اسمها زينب قتلت نفسها لأنها وقت الضيقة ملقتش حد يمد لها ايديه مكانتش لاقية شغل ويمكن وصل بيها الحال إنها مكانتش لاقية تاكل لكن محدش من ( أصحابها الكتير) ساعدها ولا حس بيها .. ساعتها قلت إن اللى قتلها مش العوزة اللى قتلها بجد ندالة الناس وقسوتهم 


المهم نرجع للغندورة .. بعد يومين من حالة الحداد العامة والجدل هى انتحرت ولا كانت عملية قلب مفتوح  .. تنشق الأرض فى مشهد مبهر  صعب تلاقيه حتى فى السينما الهندية  وترجع الغندورة من العالم الآخر اللى مكانتش راحته أصلا ونكتشف إنها حاولت الانتحار دشليون مرة فى الساعتين اللى فاتوا بس ربنا كاتب لها تعيش وترجع ببوست تافه زيها  تكلمنا فيها عن العالم الوسخ ( اسفة على اللفظ بس للأمانة بانقل عنها زى ما ببتكلم) والناس الوسخة والظروف الوسخة .. بوست ينضح بالوساخة ..( زى اللى كتبته ) مفكرتش إنها حتى تعتذر للناس .


 


ومن ناحية تانية يطلع الأخ بتاع ( عايزين مش عارف ايه) واللى كان سبب انتشار الإشاعة عشان يقول للناس انه انخدع  زيهم بالضبط ومفاتوش لفتة ندالة لطيفة بانه يفضح الميتة العايشة بأسرار باحت له بيها لأنها وثقت فيه واعتبرته أخ وصديق .. لكن ندالته دى كانت مفيدة لأنها عرفتنا إن الهانم كانت شغالة فى سكة النصب على مخاليق ربنا ووصلت المبالغ اللى اخدتها من بعض الناس لسبعين ألف جنيه .. طيب اللى يسلفك سبعين الف ده يبقى صديق جدع أوى ..جدع لدرجة الهبل .. وكونه يرجع يطلب فلوسه منك فده حقه مش تهديد ولا افترا ده حفه ودى فلوسه   .. يعنى من الآخر قصة الانتحار اللى عملتيها انتى واختك حلقة جديدة فى مسلسل نصب وابتزاز مستمر بس المرة دى وسعت منكم أوى  


 


لو هناخد عبرة  من القصة دى  (على غرار الدروس المستفادة فى كتب وزارة التربية والتعقيم – من العقم الفكرى- ) هتبقى كالآتى :


1- متصدقش انه فيه قتيل قبل ما تعاين الجثة بنفسك


2- متحزنش على حد متعرفوش أو على الأقل استنى أسبوع عشان تضمن انه مات بجد


3- الوسط الفنى وما أدراك ما الوسط الفنى ( دى حالة الفن وأهله فى مصر دلوقتى الله يرحمك يا تحية يا كاريوكا كنتى أشرف م الاشكال دى كلها وكنتى جدعه بجد )


4-   لو انتى فى ازمة أو استلفتى من حد او انتى بنت اى كلام ونصابة زى صاحبتنا بلاش تفشى أسرارك مع حد على اعتبار انكوا( أصديكاء) وكده ! هيفضحك أو هيبتزك أو الاثنين مع بعض


5- مفيش صداقة بين ولد وبنت ؟ لأ غلط .. مفيش صداقة فى مصر أصلا لا مع ولد ولا بنت ولا حتى جنس ثالث


6- نصيحة للغندورة : انتحرى . المرة دى بجد ومعلش بقى مش هاعرف احزن عليكى خلصت حزنى كله فى موتك الأولانية والمرة الجاية مش هلاقى غير تعليق واحد على موتك : فى ستين داهية


 


 


ملحوظة أخيرة : مذكرتش اسم اللى متتسماش عشان هى كانت عاوزة شهرة بطريقة غير مشروعه فبلاش نديها اللى هى عايزاه

الأحد، 17 مايو 2015

إنكار المعلوم من (الوطن) بالضرورة

عن إنكار المعلوم من (الوطن) بالضرورة : الوطن هو الملاذ الذى تأمن فيه على عرضك ونفسك ومالك .. الوطن هو المكان الذى تعيش فيه حرا كريمًا فلا تستعبد فئات منه عامة الشعب ولا يموت فيه فقير لأنه لا يجد ثمن الدواء .. الوطن ملكية عامة للجميع وموارده مقسمة بالعدل بين أبنائه . فى الوطن لا يقتلون الناس بالجملة ولا يجردونك من وطنيتك فى ميادين الصحف لمجرد اختلافك فى الرأى .. فى الوطن للموت حرمة فلا فضل لقاض على سائق إلا بالعمل الصالح . فى الوطن من حقك أن تحلم وأن تحب وأن تبدع وأن تصرخ وأن تحزن وأن تفرح دون خوف من جلاد عسكرى أو دينى . الحلم وطن والحق وطن والحب وطن فإن حرموك من كل هذا أو بعضه فقد أنكروا معلومًا من الوطن بالضرورة فلا رضوخ ولا طاعة بل مقاومة وثورة -فى سبيل مصر -حتى تقوم الساعة .

 

الخميس، 7 مايو 2015

كيف توحشت الأديان ؟






عندما التقى أول نصاب بأول مغفل فى التاريخ بدأت مهنة رجل الدين وبدأت معها معاناة البشر ، منذ كهنة آمون الذين لم يرضون بأقل من معابد فخمة وإتاوات يفرضونها على الناس مقابل تحنيط أجسادهم ليضمنوا الخلود بعد الموت . لم يرضى الكهنة بأقل من عيشة مرفهة ونفوذ سياسى واسع النطاق. ومع الوقت زاد النهم فاتسعت التجارة وتقدست الحيوانات وصارت جثثها المحنطة فى المقابر من دواعى الخلود وكل جثة بثمنها وبذلك صار الخلود من حق الأغنياء فقط وتم تحريم مملكة أوزوريس على الفقراء. 

أما العبيد من بنى إسرائيل فقد أرسل الله لهم موسى مبشرا بحياة أفضل وبإله ينصرهم  ، ورغم أن الأدبيات الأولى لليهود لم تعرف مملكة السماء ولا وعدت بحياة أخرى بعد الموت إلا أن أهل موسى اتبعوه أملا فى حياة أفضل فوق الأرض  ولكن ما إن  أتاهم الأمر بالخروج حتى سرقوا ذهب المصريين ومتاعهم غنيمة حلال ثم عكفوا يزيفون لأنفسهم تاريخًا ويستلبون ثقافة وحضارة المصريين وحتى إيمانهم بالحساب بعد الموت . ومع الوقت تحول اليهود من عبيد فقراء إلى تجار بالربا ومستغلين للناس حتى حولوا بيت الرب إلى سوق.

وظهر شاب يهودى انتفض لما آل إليه الحال فراح يكرز فى الناس بالزهد والتقوى وبأن مملكته ليست من هذا العالم .. كان يأكل الخبز الجاف وينام فى البرية حتى صلبوه ولم يكن على جسده ما يكفيه شر البرد أو يقيه  حرارة الشمس. وبعد عشرات السنين أتى من رفعوا الصليب وقتلوا الناس باسمه باحثين عن مملكة اللبن والعسل .. فدشنوا الكنائس وخلعوا رداء الرهبنة ليرتدوا عباءات الكهنوت الموشاة بالذهب ، وصارت صكوك الغفران تجارة رابحة تماما كتجارة التحنيط عند كهنة آمون.

وفى شبه الجزيرة العربية أتى رجل فى الأربعين برسالة من السماء تبشر العبيد والأعاجم والبشر أجمعين بأنه لا فضل لإنسان على إنسان إلا بالتقوى والعمل الصالح. بدأ الإسلام اشتراكيا اشتراكية أعقل وأعدل من اشتراكية ماركس بكثير ، فحرر العبيد عندما أصبح بلال العبد الأسود مؤذنًا للرسول ورفع الظلم عن المرأة حين قال خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء وطيب جرح الفقراء بأن وعدهم جنة عرضها  السماوات والأرض أعدت للمتقين. ولكن ما إن استقر الحال أو كاد حتى بدأت الغزوات فكيف لمملكة السماء التى لم تكن كافية لكهنة آمون ولا حاخامات اليهود أو آباء الكنيسة أن تكفى أتباع الدين الجديد ؟
وخرجت الجيوش المؤمنة إلى شتى بقاع الأرض تنشر الدين الجديد وتضم أتباعا جدد وعبيدا جدد ، حتى امتلأت خزينة بيت المال وتدفقت السبايا من الشام ومصر وفارس إلى مخادع المسلمين، لماذا لم يتجه المسلمون جنوبا إلى إفريقيا ؟ لا أحد يعلم ؟ ربما لأن العرب لا يفضلون المرأة السوداء وبالتالى كانت بلاد الاندلس والشام أحق بالهداية والإسلام من إفريقيا ! وتحول الإسلام فى عصر الفتوحات من الاشتراكية النبيلة والزهد فى مملكة الأرض إلى الرأسمالية المتوحشة .

واليوم ونحن نخوض حربا ضارية ويائسة ضد نخبة من رجال الدين تحالفوا مع الحكام واتفقوا على ألا نرى غير ما يقررون أنه الصواب، لم تعد المعركة معركة العلمانيين ضد رجال الدين بل صارت القضية أكثر تعقيدًا. إن المعركة اليوم تقع بين منظومة من قيم العدالة والمساواة والإخاء ومحبة الآخر ضد منظومة قيم الجشع والكراهية واستغلال الدين لتحقيق المجد والمال لحفنة من رجال يدعون أنهم حراس على كتاب الله ومتحدثين رسميين باسم السماء.

قديمًا أوهموا أجدادنا أن من لم يحنط جسده لن يبعث حيا من جديد واليوم يريد أحفاد كهنة آمون أن نحنط عقولنا وإلا جهنم مأوانا وبئس المصير . المعركة مستمرة فى سبيل العقل والنور والحياة فى مواجهة الجمود والظلام والموت ـ ترى من ينتصر؟   

الثلاثاء، 7 أبريل 2015

قارب النجاة





يأتون فى وقت تتلاطم فيه الأمواج فيحملونك وكأنهم قارب نجاة أرسله لك القدر قبل الاحتضار بلحظة فتتعلق بهم غريزة البقاء بداخلك وكأنهم وجودك .. وكأنهم أنت حتى أنك تنسى بين أشرعتهم أنك مازلت فى غمار البحر وأن ثمة حياة تنتظرك على اليابسة.


ينسيك أنسك بوجودهم أن الأمواج ما زالت متلاطمة وأن حياتك نفسها محل تساؤل وكما يحملونك تحملهم فى دمك وكأنهم خلقوا معك منذ الأزل وتصدق فى لحظة أنهم باقون معك إلى الأبد ولكن بمجرد أن تصل إلى الشاطئ يودعونك . هكذا بكل بساطة وبدون مقدمات !


فلا تحزن ولا تنظر خلفك ، فقط اشكرهم وامض فى طريقك فليس من الحكمة أن تسير فى البر ساحبا خلفك قاربًا أو سفينة . فوق الأرض ستكون ساقاك خير معين لك ولا تنس فى طريقك الجديد أن البر مكتظ بالسيارات يمكنك أن تستقل ما شئت منها ولكن لن يكون من بينها  .. منزلك  .  


 

الأحد، 22 مارس 2015

متلازمة فريدة وناريمان


متلازمة فريدة وناريمان


 


بقلم \ ميادة مدحت


 


 


وحدها تسير خلف النعش ، النعش يتحرك ببطء لكنه يبدو لها مسرعا بشدة وقسوة كالقطار يدهس ما تبقى من حياة فى مقلتيها . تذكرت يوم التقت به لأول مرة ، لم تحبه من أول نظرة بل عشقته ومن قبل أن تراه وكأن الله خلق لها عينان فقط لتعشق ملامحه .


 


أحبها هو الآخر ربما قبل أن يراها أيضًا وكيف لا ولمثلها خلق الله الحب ؟ كان هو الملك الشاب المحبوب الوسيم وكانت هى سندريلا بجمالها ورشاقتها ورقتها وقلبها الذى لم ولن يعرف سواه . كان الاقتراب محتومًا والهوى مقدرًا فكانت قصتهما ..


 


تلفتت حولها فلم تجد الأخرى لا خلف النعش ولا أمامه فتألمت لأجله . كان صعبًا عليها أن تتخيل أن تلك الأخرى استطاعت أن تتركه و تتزوج بغيره  وأن تكون بتلك القسوة فلا تأتى لتودعه الوداع الأخير. حمقاء هى بلا عقل ولا إحساس ، كيف ارتضت من هو دونه فى كل شيء والكل دونه مهما زادت قسوته ومهما بلغ من الغباء حدًا يجعله لا يفرق بين الحق و الباطل . الكل دونه مهما حطت الأيام من قدره ومهما اختفت وسامته تحت رداء من البدانة لم تعهده فيه يوم التقيا .


 


كانت تعبده ولكنها كانت إلهه فى كبريائها ، كانت تصغره سنًا ولكنها اعتبرته ابنها لأن أمه البيولوجية  كانت أشد طيشًا من فتى أرعن وكان واجبها المقدس أن تحميه من أمه ومن حاشيته ومن نفسه ! وكما كان الغرام بينهما كتابا وقدرا كان الصدام مكتوبا .


 


تركته بكامل إرادتها وكرامتها .. تركته وهى تعلم أن قطعه من روحها ستذهب معه إلى الأبد وبلا رجعه . وعندما اختار المطيعة الصغيرة كانت هى أول من أرسل له بطاقة تهنئة ! أتعبها لأنها لم تكن مطيعة فتركته لأنه عصى قلبها الخائف عليه . حسبتها صفقة عادلة  ولكنها كانت قسمة ضيزى !


 


كل هذا الألم وكل هذا العشق !


 


كانت تسهر أيامًا بلياليها تعاتب لسانها الذى كذب بالصمت فلم يصرخ بحبه ، كانت تلعن كبرياءها فى اليوم ألف مرة كلما قتلها الشوق إليه .. تعذبت فى جحيم الغيرة وهى تعرف أنه مع غيرها ولم يكن يسكن آلامها سوى أنها حرمته منها وأنها كانت تعلم يقينًا أنه لو امتلك نساء الأرض لن ينساها .. كانت تجد سلواها فى عذابه وفى أن رأسها لم ينحنى.  ولكنها أبدًا لم تستطع أن تكون لغيره ولو فى خيالها !   


 


وحدها بقيت معه - بل خلفه_ بلا ملك ولا حاشية ولا وسامة .. وحدها سارت خلف جسده مطأطئة الرأس فوحده موته أحنى ظهرها وطأطأ رأسها  . فراقه للأبد كان إيذانًا بموتها الأخير بعد أن قتلها  فراقه من قبل آلاف المرات. فقط على رأس جسده المسجى فى القبر واتتها الجرأة لتصرخ بلوعة العالم :


- أحبك يا غبى !


 


فى ذلك اليوم عادت إلى منزلها تبحث عن شيء يعزيها فى مصابها فلم تجد سوى أن تتصبر حتى يلتقيا فى الآخرة ربما كانا لبعضهما البعض فى الحياة القادمة. وقفت أمام صورته تحاول أن تمنحه صك الغفران عما ارتكبه من ألم فى حقها ولكنها .. لكنها عجزت أن تسامحه وبكل ما فى أحشائها من حب وألم صرخت :


- أتمنى أن تحترق فى الجحيم إلى الأبد فمثلك  لم يخلق إلا لجهنم  .


 


كانت تعرف أن إخلاصها فى حبه وعذابها فى فراقه كفيلان بتطهيرها من ذنوب الأرض وما عليها وأنها لا محالة ذاهبة بعد الموت إلى النعيم .. وكانت تعرف أنها حتى فى الجنة ستكتوى بغرامه ولكن عزاءها الوحيد أنه هو الآخر سيتعذب بفراقها (فى جهنم) .