المتابعون

السبت، 10 يونيو 2017

للأسف صناع مسلسل واحة الغروب -باستثناء خالد النبوى- فشلوا عمدا فى تجسيد الصراع الداخلى اللى عانى منه بطل رواية بهاء طاهر :محمود عبد الظاهر ". وكأنهم تآمروا لإخفاء القضية الحقيقية اللى بتمس كل واحد فينا .
تموت محمد عبيد ولا تعيش يوسف خنفس؟

لوحده النبوى (يمكن لأنه من ثوار يناير و جواه نفس الصراع ) قدر يجسد كل معاني التمزق والحزن لمشروع بطل اتحول بسبب الخوف لشبه إنسان.
بقالى سنين من يوم ما قريت الرواية عايشة بالسؤال ده أنا مين؟ محمد عبيد اللى ثبت لوحده فى مواجهة الإنجليز لحد ما حرارة مدفعه المنصهر قتلته ؛ ولا يوسف خنفس اللى مش بس فتح الطريق لجيش الغزاة لكنه نورلهم السكة عشان ميتوهوش؟!
وبعد سنين جه المسلسل فى وقته عشان يجاوبنى إجابة غير متوقعة.. أكثر الإجابات قسوة.. محمود عبد الظاهر!
النهاية البشعة فعلا مش انك تخون أو تموت منصهر .. فى الحالتين الاثنين اختاروا بكامل حريتهم وبكل شجاعة .. عبيد مخافش من الموت وخنفس مخافش من لعنة التاريخ .. الاثنين اختاروا.
لكن اللى خاف فأنكر ثورته زى بطرس ما أنكر المسيح رغم إيمانه بيه .. اللي أشجع من إنه يسكت بس أجبن من إنه يتكلم هو ده الأتعس والأشقى لأنه لا بيطول عيشة خنفس  المنعمة ولا موتة عبيد المشرفة.. مش بس كده ده بيعيش معذب ويموت أبشع موته ومن غير هدف ولا قضية.
فيه مخطط لتسليم تيران وصنافير خلال أيام.. أيام بتفصلنا عن اختبار كبير بعد ما اعتقدنا أن زمن الاختبارات انقضى ومصايرنا اتحسمت ... الأيام الجاية مش بس هتحدد مصير الجزيرتين لكنها فرصة لكل واحد فينا يقرر مصيره من جديد يا يعيش خنفس يا يموت عبيد يا إما يكون محمود عبد الظاهر لا حى ولا ميت فيحق  عليه القول:" ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ".