المتابعون

الخميس، 3 مايو 2018

تذكرني (الخناقة) بين ذات الشعر الأحمر و ذات الشعر الأصفر  بظاهرة انتشرت فى أوروبا مع بداية عصر النهضة - ولعل جذورها تمتد إلى الأندلس   وجوارى زرياب - حيث كانت الغانية تتخفى خلف ستار من قشور الأدب و هوامش المعرفة. 
حيث بدأت المجتمعات حديثة العهد  بالتحضر تشهد ارتقاء بعض الغواني بأنفسهن متنكرات خلف أقنعة التحرر تارة والثقافة تارة أخرى ،  فلا يتأفف الرجل المتحضر من التودد إليهن حيث يرى المجتمع فى طرفي العلاقة أديبة و مريد، بدلا من ساقطة و شهواني .

و طرفي الخلاف الآن - وإن ادعت كل منهما الثقافة والعلمانية والليبرالية- إلا إن علاقة كلتيهما بالأدب ضعيفة إن لم تكن منبتة بل إني أدعي أن صلة كلتيهما ببوليس الآداب قد تكون أقوى من صلة أى منهما بالأدب.

وقد حظت كل واحدة منهما بفريق من الرجال  يدافع عنها في  وصلة مديح إيروتيكية تتنكر فى ملابس الاستنارة و الإيمان بحق المرأة ( على ألا تكون من أهل بيته )  ( فى التعرى ) .

إن الاستنارة تنبع من تنوير العقل لا من أضواء الكاميرات ، و حرية المرأة تبدأ فى اللحظة التى تحرر فيها جسدها من القمع والتهتك العلنى على حد سواء، وما أراه الآن ليس خلافا فكريا بين أديبتين، بل نزاع رخيص بين جاريتين فى الحرملك تسعى كل منهما للابتذال أكثر في سبيل إرضاء رجال الحاشية.

و الحرية الجسدية هى حقك فى امتلاك جسدك أما أن تكوني مشاعا فذلك تهتك غير مفهوم، ولا يمكن إلصاقه بالثقافة ولا بالتحضر.

أعزائي .. إن أردتم فكرا فاقرؤوا عن هيباتيا ،ولها، إن استطعتم. وإن أردتم تمردا أموال السعداوي ، وإن أردتم أدبا ففى إيميلى ديكنسون ومارى شيللى وفيرجينا وولف ولطيفة الزيات وأمثالهم ما يشفي غليل العقل والخيال.
أما بنت المهندس وبنت الخطيب فلا تستغرق قراءتهما أكثر من الوقت الذي تستغرقه الخريطة ، فليس خلف كل تلك التضاريس عمق ولا وراء المساحيق روح.