المتابعون

الاثنين، 25 فبراير 2013

عمر خيرت.. ظل الله فى الأرض

عمر خيرت ..ظل الله فى الأرض
بقلم / ميادة مدحت

فى أرض مباركة تتنزل عليها الملائكة .. جلست فوق غمامة أمام عمر خيرت وكأنه إله من آلهة الإغريق وكأن البيانو خلق من مادة الكون .. كانت أنغامه السحر مجسدا وكأنه لأول مرة يعزف .. وكأنه يعزف منذ الأزل .. هل لاحظ أحد الحاضرين فى الحفل تلك الريشة البيضاء التى كانت تسقط فوقه من السماء من وقت لآخر ..وكأن كيوبيد كان يحلق فوق تلك الأنغام العذبة يرتجف طربًا وكلما ارتجف سقطت من جناحيه ريشة تحن إلى عمر.
خطر على قلبى وأنا فى معبد الفن أن على مثل هذا الجمع تتنزل الرحمات وفوق هذا المبدع الذى حوى فى قلبه سرًا من أسرار الخالق تحلق الملائكة .. هل يمكن للشيطان أن يجد مكانًا بين نفوس أفعمت حبا وفنا ورهافة ؟ من قال إن الموسيقى حرام ؟ فالملائكة أولى بمحفل عمر خيرت ومعبد فيروز من حانات التكفير حيث تغيب العقول وتقسو القلوب فتمسى وعليها أقفالها. رأيت الله فى موسيقى عمر خيرت ، رأيت عجائب قدرته وبديع صنعه ..آمنت بإله عمر ولو كفرنى مدعو الحقيقة المطلقة وأفاقو فضائيات الدعوة صدقوهم فإلههم ليس إلهى .. إلهكم إله حرب وإلهى إله الحب .. إلهكم يبطش ويستبد وإلهى غفور رحيم.
عمر خيرت لو كان على الأرض صديق وإن كان فوقها ولى فهو أنت ولو كان بيننا نبى فهو أنت وقرآنك إبداعك وجمهورك حواريوك وصحابتك .. لست من القائلين بأن الوحى انقطع وبأن زمن المعجزات ولى وانقضى ولهذا لم أنكر رسالتك ولم أكن من المكذبين ومعى العشرات من مريديك ومئات ممن لم يتمكنوا من الحضور . جيش من النور يحارب بالحب وينتصر بالسلام .. طوبى لمن عرف الحق بالحق وسار فى درب الهوى فامتلأت نفسه غرامًا حتى الثمالة.     

الأربعاء، 13 فبراير 2013

الحب فى زمن المرشد



الحب فى زمن المرشد
بقلم/ ميادة مدحت

للمرة الأولى يحل علينا عيد الحب تحت نير الفاشية الدينية  تلك الفاشية التى تتوغل وتتوحش لتفترس الجمال وتحرم الحلال وتبيح ارتكاب القبح عمدًا باسم الدين . استفزتنى فتوى تحريم الاحتفال بالحب وتوقيع الحد على المحتفلين ولكنها لم تدهشنى فليس غريبًا على من شوهوا تمثال كوكب الشرق  بقماشة معتمة ، ومن اغتصبوا النساء علنًا فى التحرير وعذبوا الرجال أمام الاتحادية أن يحرموا الحب وأن يجرموا من يحتفى بمشاعره .
الحب وما أدراهم ما الحب! هؤلاء الذين يحبون بنصفهم السفلى فقط يربطون الحب بالفاحشة . هؤلاء الذين يفكرون بأحذيتهم لا يدركون أن الله أعطانا قلوبا خلقت لتخفق ..خلقت لتشعر .. خلقت لتحب .  إنهم يحبون الكراهية لدرجة تقديسها ويحترفون العنف لدرجة تجعلهم يظنون أنهم يتقربون إلى الله بارتكابه .  كل الأنظمة الديكتاتورية يمكن مقاومتها بالمظاهرات وإسقاطها بالثورات إلا ديكتاتورية تستبد باسم الله وتهتك عرض الوطن لأنها تستحل السبى  . اليمين المتطرف لن يرحل عن الشرق إلا بالحب فالمولوتوف غير قادر على إحراق الغباء الذى استوطن العقول والخرافة التى استقرت فى وجدان الشرقيين لن تموت مهما رجمناها بالحجر ومسيرات الغضب  لن تسقطهم من فوق العروش .
الفاشية المختلفة لن تسقط إلا بثورة مختلفة .. ثورة الحالمين  يحتضنون الأمل والعاشقين يحملون الزهور إلى محبيهم علنًا دون خوف ولا وجل من عذاب القبر ومن نار جهنم . الثورة تحتاج التنوير والتنوير لا يأتى إلا بالحب بالعشق بالحرية . إنهم يعشقون العذراوات لكنهم يهتكون بكارة الوطن يوميًا فيحمل سفاحًا ليلد  أجيالا لا تعرف عن الحياة إلا الموت ولا تعرف من الموت إلا الويل والثبور وعظائم الأمور.  الطليعة ليست مثقفا تليفزيونيا يخرج علينا بتفاهاته ولا كاتبا يبيع قلمه لمن يدفع أكثر . الطليعة ولد يهتف فى الشارع بالحرية .. الطليعة فتاة تشهر حبها فى وجه المجتمع ..الطليعة ولد صغير يعشق الموسيقى وطفلة تحب الرسم . الطليعة باقة زهور تدهسها أقدام المجتمع قبل دبابات النظام فتبقى رائحتها الزكية رغم الموت  ورغم الدمار ورغم الكره تبث فينا الحب وتوقظ الضمائر ..
أحبوا بكل ما أوتيتم من قوة وارتكبوا الفن ارتكابا شعرأ ورسمًا وموسيقى مارسوا التنوير طقسًا كما تؤدون الصلاة وآتوا زكاة قلوبكم حبًا ومودة وتعبدوا باسم الله الودود لعله ينصرنا على من جعلوه إلهًا للحرب والكره ومن نفوا أسماءه الحسنى جميعا واكتفوا بالمنتقم الجبار .. أحبوا لأن الحياة تحنى رأسها للعاشقين  فالحب فوق الأرض بعض من تخيلنا لو لم نجده عليها لاخترعناه  .

الأحد، 3 فبراير 2013

العبد المسحول




بقلم / ميادة مدحت


 

خلقنا الله أحرارًا ولكن يبدو أن بعض الناس جبلوا على العبودية . إن ما حدث مساء الجمعة السوداء 1 فبراير 2013 للمواطن "حمادة صابر" مبيض المحارة الكهل الذى تم تجريده من ملابسه وسحله وضربه على يد جنود وضباط من الأمن المركزى أمام قصر الاتحادية أيقظ بداخل الكثيرين مشاعر الغضب والاحتقار تجاه جهاز الداخلية المصرى . عادت لنا جميعا ذكريات السنين العجاف التى حكمنا فيها العسكر بالحديد والنار والمعتقلات والإهانة وهتك الأعراض .. انتفض الجميع من أجل حمادة وانتفضت معهم رغم أننى كنت ضد النزول  يوم الجمعة وذلك لإيمانى ان الغضب وحده بلا رؤية أو قيادة لن يفيد ولكنى انتفضت بشدة من أجل حمادة ، ورفعت جبهة الانقاذ قميص حمادة فى وجه النظام ، وتحركت المنظمات الحقوقية من أجل حمادة ..ثم خرج علينا "حمادة" من فراشه فى مستشفى الشرطة  وعلى وجهه أقبح ابتسامة رأيتها فى حياتى ليكشف لنا أننا جميعا عميانا فالذين ضربوه وجردوه من ملابسه وأهانوه هم الثوار وليست الشرطة وأن الذين توهمنا أنهم يقتلونه إهانة وسحلًا كانوا فى حقيقة الأمر ينقذونه ولكنه كان يقاومهم بشده وأتعبهم لأنه لم يكن يريد أن ينقذوه !!    

جذور حمادة تعود إلى محافظة سوهاج فى صعيد مصر أى أنه صعيدى يعرف معنى الشرف والرجولة ويعرف معنى العار والثأر أو يفترض أنه يعرف . ترى أين ذهبت رجولتك ولماذا اختفت آدميتك فى ظروف غامضة ؟ هل التهديد مهما بلغت وحشيته كفيل بأن يجعلك تبتلع الإهانة وتتبلغ بعلقم الذل ثم تخرج علينا بلا خجل مبتسمًا ومسبحًا بحمد من سحقوك ؟ سحقًا لك وللعبيد من أمثالك فمن أجلك كرهنا الثورة وكرهنا كل نقطة عرق سالت منا ونحن نكافح ضد الظلم ونناضل لننتزع لك ولأمثالك حريتهم كاملة غير منقوصة .