المتابعون

الأربعاء، 13 فبراير 2013

الحب فى زمن المرشد



الحب فى زمن المرشد
بقلم/ ميادة مدحت

للمرة الأولى يحل علينا عيد الحب تحت نير الفاشية الدينية  تلك الفاشية التى تتوغل وتتوحش لتفترس الجمال وتحرم الحلال وتبيح ارتكاب القبح عمدًا باسم الدين . استفزتنى فتوى تحريم الاحتفال بالحب وتوقيع الحد على المحتفلين ولكنها لم تدهشنى فليس غريبًا على من شوهوا تمثال كوكب الشرق  بقماشة معتمة ، ومن اغتصبوا النساء علنًا فى التحرير وعذبوا الرجال أمام الاتحادية أن يحرموا الحب وأن يجرموا من يحتفى بمشاعره .
الحب وما أدراهم ما الحب! هؤلاء الذين يحبون بنصفهم السفلى فقط يربطون الحب بالفاحشة . هؤلاء الذين يفكرون بأحذيتهم لا يدركون أن الله أعطانا قلوبا خلقت لتخفق ..خلقت لتشعر .. خلقت لتحب .  إنهم يحبون الكراهية لدرجة تقديسها ويحترفون العنف لدرجة تجعلهم يظنون أنهم يتقربون إلى الله بارتكابه .  كل الأنظمة الديكتاتورية يمكن مقاومتها بالمظاهرات وإسقاطها بالثورات إلا ديكتاتورية تستبد باسم الله وتهتك عرض الوطن لأنها تستحل السبى  . اليمين المتطرف لن يرحل عن الشرق إلا بالحب فالمولوتوف غير قادر على إحراق الغباء الذى استوطن العقول والخرافة التى استقرت فى وجدان الشرقيين لن تموت مهما رجمناها بالحجر ومسيرات الغضب  لن تسقطهم من فوق العروش .
الفاشية المختلفة لن تسقط إلا بثورة مختلفة .. ثورة الحالمين  يحتضنون الأمل والعاشقين يحملون الزهور إلى محبيهم علنًا دون خوف ولا وجل من عذاب القبر ومن نار جهنم . الثورة تحتاج التنوير والتنوير لا يأتى إلا بالحب بالعشق بالحرية . إنهم يعشقون العذراوات لكنهم يهتكون بكارة الوطن يوميًا فيحمل سفاحًا ليلد  أجيالا لا تعرف عن الحياة إلا الموت ولا تعرف من الموت إلا الويل والثبور وعظائم الأمور.  الطليعة ليست مثقفا تليفزيونيا يخرج علينا بتفاهاته ولا كاتبا يبيع قلمه لمن يدفع أكثر . الطليعة ولد يهتف فى الشارع بالحرية .. الطليعة فتاة تشهر حبها فى وجه المجتمع ..الطليعة ولد صغير يعشق الموسيقى وطفلة تحب الرسم . الطليعة باقة زهور تدهسها أقدام المجتمع قبل دبابات النظام فتبقى رائحتها الزكية رغم الموت  ورغم الدمار ورغم الكره تبث فينا الحب وتوقظ الضمائر ..
أحبوا بكل ما أوتيتم من قوة وارتكبوا الفن ارتكابا شعرأ ورسمًا وموسيقى مارسوا التنوير طقسًا كما تؤدون الصلاة وآتوا زكاة قلوبكم حبًا ومودة وتعبدوا باسم الله الودود لعله ينصرنا على من جعلوه إلهًا للحرب والكره ومن نفوا أسماءه الحسنى جميعا واكتفوا بالمنتقم الجبار .. أحبوا لأن الحياة تحنى رأسها للعاشقين  فالحب فوق الأرض بعض من تخيلنا لو لم نجده عليها لاخترعناه  .

هناك 4 تعليقات:

  1. جميييييييييل يا ميادة

    ردحذف
  2. كعادتك يا ميودة يتعالي صوتك بكل ما يوجع الوطن
    وليتهم يتفكرون
    تحياتي يا بنت بلدي

    ردحذف
  3. المبدعة الجميلة / رباب كساب
    أشكرك وسعيدة لأن كلماتى أعجبتك

    ردحذف
  4. صديقتى الغالية وبلدياتى / رحاب صالح
    فعلا ليتهم يتفكرون
    قبلاتى

    ردحذف