المتابعون

الأحد، 3 فبراير 2013

العبد المسحول




بقلم / ميادة مدحت


 

خلقنا الله أحرارًا ولكن يبدو أن بعض الناس جبلوا على العبودية . إن ما حدث مساء الجمعة السوداء 1 فبراير 2013 للمواطن "حمادة صابر" مبيض المحارة الكهل الذى تم تجريده من ملابسه وسحله وضربه على يد جنود وضباط من الأمن المركزى أمام قصر الاتحادية أيقظ بداخل الكثيرين مشاعر الغضب والاحتقار تجاه جهاز الداخلية المصرى . عادت لنا جميعا ذكريات السنين العجاف التى حكمنا فيها العسكر بالحديد والنار والمعتقلات والإهانة وهتك الأعراض .. انتفض الجميع من أجل حمادة وانتفضت معهم رغم أننى كنت ضد النزول  يوم الجمعة وذلك لإيمانى ان الغضب وحده بلا رؤية أو قيادة لن يفيد ولكنى انتفضت بشدة من أجل حمادة ، ورفعت جبهة الانقاذ قميص حمادة فى وجه النظام ، وتحركت المنظمات الحقوقية من أجل حمادة ..ثم خرج علينا "حمادة" من فراشه فى مستشفى الشرطة  وعلى وجهه أقبح ابتسامة رأيتها فى حياتى ليكشف لنا أننا جميعا عميانا فالذين ضربوه وجردوه من ملابسه وأهانوه هم الثوار وليست الشرطة وأن الذين توهمنا أنهم يقتلونه إهانة وسحلًا كانوا فى حقيقة الأمر ينقذونه ولكنه كان يقاومهم بشده وأتعبهم لأنه لم يكن يريد أن ينقذوه !!    

جذور حمادة تعود إلى محافظة سوهاج فى صعيد مصر أى أنه صعيدى يعرف معنى الشرف والرجولة ويعرف معنى العار والثأر أو يفترض أنه يعرف . ترى أين ذهبت رجولتك ولماذا اختفت آدميتك فى ظروف غامضة ؟ هل التهديد مهما بلغت وحشيته كفيل بأن يجعلك تبتلع الإهانة وتتبلغ بعلقم الذل ثم تخرج علينا بلا خجل مبتسمًا ومسبحًا بحمد من سحقوك ؟ سحقًا لك وللعبيد من أمثالك فمن أجلك كرهنا الثورة وكرهنا كل نقطة عرق سالت منا ونحن نكافح ضد الظلم ونناضل لننتزع لك ولأمثالك حريتهم كاملة غير منقوصة .

  


هناك 3 تعليقات:

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  2. اذا امطرت السماء حريه ... فتح العبيد مضلاتهم

    ..

    مقال رائع

    ردحذف
    الردود
    1. حقًا ..الحرية عبء لا يتحمله إلا الأحرار
      تحياتى

      حذف