المتابعون

الأربعاء، 17 أبريل 2013

عندما يغزو الإسلام أمريكا


عندما يغزو الإسلام أمريكا


بقلم / ميادة مدحت

 


 


 


الله ينصر الإسلام السنى دائمًا.. فقد دمر إيران بزلزال شنيع وفعل بهم فى دقائق ما فعلوه بسوريا فى سنتين !!!!!  الله يعاقب الولايات المتحدة الأمريكية الفاجرة القادرة بإعصار كاترينا المدمر .. بينما الحركة الدعوية على أشدها فى أوروبا وأمريكا ومن وقت لآخر ينصرنا الله بانفجار هنا أو حادث إرهابى هناك . والتمكين تم بحمد الله فى تونس ومصر وسوريا فى الطريق.


يومًا ما  سيغزو الإسلام أمريكا .. ربما بعد خمسين عامًا . خمسة عقود ستكون كافية لتغيير وجه العالم .. سيفعل التمكين فى مصر وتونس مفعول السحر ستغرق الصكوك الإسلامية اقتصادنا وستنصب المشانق للمعارضين والمفكرين والفنانين. سيتزوج كل الشيوخ – على السنة- لكل شيخ فى الخمسين طفلة فى التاسعة . ستحرق الأوبرا والمسارح وتلغى المحكمة الدستورية .. ستكون سنوات التمكين كفيلة بإشعال الفتن والحرائق وإراقة الدماء وفى نهايتها سيعرف أولو الألباب أن الخلاص الوحيد فى القضاء على الذين ادعوا أن الله مكنهم فى الأرض ثم إقامة دولة علمانية حديثة فى أوطانهم لترتفع صور محمد عبده وقاسم أمين وفرج فودة وشكرى بلعيد وتذهب إلى أقرب مزبلة صور كل الذين استبدوا باسم الدين أو بغيره.  فى نفس الوقت سيكون الغرب قد اجتيح فكريا من قبل الدعاة حتى يصل المسلمون إلى الحكم فى معظم الدول الأوروبية التى زادت كثافة المسلمين فيها حتى أصبحوا أغلبية عدد السكان ولكن العداوة ستتأجج بين دول أوروبا التى تنقسم إلى فسطاطين أحدهما سنى والآخر شيعى وستندلع الحروب بينهما حتى تتمزق تلك الدول وتغرق فى المجاعات والحروب الأهلية وينهار الاتحاد الأوروبى وتقع بعض دولة تحت الاحتلال العربى بحجة الحفاظ على المصالح العربية فى المنطقة الأوروبية !


أما أمريكا التى سيحكمها حاكم سلفى يطبق الشريعة فستغلق البنوك الربوية ويتحول وول ستريت الى خرابة .. ثم سيتوقف الغزو الأمريكى لعقول العالم بأمر من الحاكم الربانى الذى سيغلق أبواب هوليوود باعتبارها مرتعا للانحلال وعمل الشيطان.. ويفلس أصحاب مزارع الكروم بعد حرقها على يد جماعات الأمربالمعروف والنهى عن المنكر . ثم تقوم هيئة كبار العلماء بجمع كل تراث آرثر ميللر وشتاين بك وإيميلى ديكنسون و جيمس ديكى وغيرهم فيحرق . وسيدرس التلاميذ الأمريكان أن إعلان الاستقلال كان وثيقة كفر وضلال وسيدمر تمثال الحرية باعتباره من الأوثان وسط هتافات : الله أكبر ولله الحمد .. ستحرق الكنائس ويقتل البهائيون والبوذييون ويدخل الناس فى دين السنة أفواجا.


عندما يغزو الإسلام أمريكا سيفرح الأمريكان وهم جالسون يمضغون القات فى خيامهم بانتقام الله من العلمانيين الزنادقة لأنهم أطاحوا بالإخوان ومن بعدهم بالسلفيين ليختاروا حكاما – والعياذ بالله – ديمقراطيين وليبراليين. سيستعينون بالتكنولوجيا التى نبتكرها ليصنعوا منها قنابل يفجرون بها متاحفنا وملاهينا ومعاملنا ومترو أنفاقنا .. سيعدمون أى مسيحى يحمل إنجيله بدعوى أنه يمارس التبشير بينما ترتفع أصواتهم بالدعاء علينا فى كل صلاة إن أزيلت مأذنة أو سجن إرهابى فى بلاد العرب العلمانية الفاجرة . لكنهم عندما يمرضون ويستعصى عليهم المرض سيهرول شيوخهم إلى مستشفياتنا المتطورة ويلوذون بأطبائنا المهرة وبعد أن يمن الله عليهم بالشفاء سنسمع فتاوى عن جواز العلاج على يد الكافر وإن كان هذا لا يمنع أن يتراجعوا بعد ذلك ويصدرون فتوى بإهدار دم ذلك الطبي وأهله بحجة أنه من الكفار. سيخرجون كالقطعان فى مظاهرات للغضب تندد بحكمانا وشعوبنا وأدبائنا وفنانينا سيرسلون لنا برسائل التهديد والوعيد بغزو ديارنا وسبى نسائنا واسترقاق أولادنا بأقلام كتب عليها " صنع فى مصر" !


سينشأ جيل جديد من الأمريكانيات لا يعرفون شيئا عن جمال مارلين مونرو وفن سوزان سارندون وجوليا روبرتس وسيلين ديون ولا نجاح باربرا والتزر أوشعبية أوبرا وينفرى .. لأن كل ما سيعرفونه وقتها أنهن عورات متحركة لابد من تغطيتها بالنقاب أو الشادور فهن ناقصات عقل ودين .


عندما يغزو الإسلام أمريكا سينهض المواطن الأمريكى من نومه كل صباح فلا يجد ماءً ليتوضأ فيتيمم ، ثم يخرج من منزل بلا خدمات إلى شارع متهدم يغص بالبالوعات المفتوحة  ليستقل مواصلات متهالكة – إن وجدها- ليذهب إلى عمل لا ينجز فيه شيئا ولا يتقاضى عنه أجرًا يسد رمقه ويكفيه المسأله ولكنه سيبقى فخورا سعيدا مسبحا بحمد حكامه الصوامين القوامين وحامدًا الله أن من عليه بنعمة الإسلام!!!