المتابعون

الاثنين، 3 مايو 2021

للحرب سبع فوائد .. خطابات مفتوحة لرئيس مصر وجيشها

بقلم / ميادة مدحت 

 (1)
دروس الهزيمة
 
تفاقمت أزمة سد إثيوبيا الملعون حتى لم يعد من الحرب بد وإلا صار هلاك مصر أرضًا وشعبًا مجرد مسألة وقت فإن بقى السد وامتلأ سنهلك عطشًا وجفافًا وإن انهار سنهلك غرقًا. و تعالت أصوات كريهة تتهم المنادين بالحرب بأنهم خونة يسعون إلى توريط مصر في حرب ليست كفؤا لها. والغريب أن تلك الأصوات هى التي أصمت الآذان طيلة السنوات الماضية بالصراخ بحياة الجيش المصري والإشادة بتسليحه ومهارة أفراده كما أنها هى نفس الأصوات التي هللت مطالبة بخوض حرب في ليبيا صيانةً للحدود. وصحيح أن حدودنا مع ليبيا كانت ولا تزال مهددة، لكن صراعنا مع أوغاد الحبشة صراع وجود لا حدود. وإن كان تهديد الحدود من موجبات الحرب فالأولى أن يكون تهديد الوجود مستوجبًا لها. 



وانطلقت الجوقة تتوعدنا ملوحةً مرة بذكرى النكسة ومرة أخرى بما حدث في حرب اليمن. وقد هزمنا في اليمن لأننا تدخلنا فيما لا يعنينا بدون دراسة ولا فهم إرضاءً لنزق شخص واحد استولت عليه أوهام العظمة وما كانت النكسة سوى نتيجة لاستبداد نفس الشخص بالرأى وقمعه لكل صوت مخالف – حتى وإن تحدث عن درايةً وعلم- واصطفائه لأصدقائه في مواقع حساسة بالجيش وخارجه حتى ضاعت السودان ثم ضاعت سيناء كلها في نكسة 1967. وتلك إحدى فوائد الحرب التي لا يرونها فدروس الهزيمة تفتح أعين الشعب الغافل على حقيقة حكامه وتفتح عين الحاكم ليرى حقيقة من حوله فيصلح من شأن نفسه ويحسن اختيار معاونيه - إن أعطاه الشعب الفرصة لذلك.

والغرض الحقيقي من قراءة دروس الهزيمة هو ألا ننهزم مجددًا وليس ألا نحارب مجددًا فمن يخوفونا بالهزيمة ويبشرونا بخراب مصر إن انتفض جيشها وشعبها دفاعًا عن وجودهم لم يقرأ أحدهم دروس الهزيمة ولا يعرف أحدهم معنى الانتصار فهؤلاء ينطقون عن الهوى وياليته كان هواهم! إن التاريخ يؤكد أن مصر ما انهزمت يومًا إلا لتنتصر بل كان قرار الحرب عبر التاريخ بداية ميلاد امبراطورية كبيرة ممتدة وهو ما سأشرحه تفصيلاً لاحقا لكن بعد أن أخبركم في الرسالة الثانية ما الذي سيحدث لو لم تعلن مصر الحرب على العدو الإثيوبي. حفظ الله مصر قوية وموحدة عزيزةً بين الأمم.   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق