المتابعون

الخميس، 6 مايو 2021

3) الحرب والطريق إلى مصر العظمى

 

بقلم ميادة مدحت  

 

 سقنن رع تاعا الثاني ملكًا              

احتل الهكسوس شمال مصر في غفلة من أهلها حتى ما قبل الميلاد بنحو 1500 عام حيث أرسل الملك الهكسوسي أبوفيس إلى سقنن رع الملك المصري في طيبة رسولاً يطلب قتل أفراس النهر في البحيرة المقدسة حيث يقلق صوتها منام أبوفيس في شمال مصر. كان يمكن أن يهادن سقنن رع أو ينحني لكنه رفض بإباء أن يمس أفراس النهر وأن يستجيب لإرادة محتل من الرعاه. وأعلن سقنن رع الحرب وكان في مقدمة الجيش يقاتل ببسالة حتى ارتقى شهيدًا بعد أن لم يعد في جسده ورأسه موضعًا ليس به طعنة سيف أو رمح. انهزم المصريون في المعركة لكن الحرب لم تنتهي حيث وقفت تتي شيري الملكة الأم وإياح حتب أرملة الفرعون الشهيد سقنن رع خلف ولى العهد كاموس الذي استكمل الكفاح حتى ارتقى شهيدًا هو الآخر[1]

العظيم سقنن رع شهيدًا

وجاء أحمس العظيم الذي لم يخش الهزيمة رغم تجرعها مرتين من قبل وانتصر وطرد الهكسوس خارج مصر بل وطاردهم وراء الحدود محتلاً مساحات كبرى شرق مصر لتأمين الحدود الشرقية. وبدأت على يديه الأسرة الثامنة عشر أو ما يعرف بالأسرة الحديثة التي شهدت واحدة من أعظم فترات مصر في تاريخها حيث كانت بداية لإمبراطورية كبيرة ممتدة غربا وشرقًا وجنوبًا. وبعدها شهد التاريخ على عظمة القادة العسكريين المصريين مثل رمسيس الثاني وتحوتمس الثالث وقد كان زمانهما زمان حرب ومع ذلك ازدهرت مصر وعم الخير الوفير أرضها.
ليست تلك دعوة للغزو ولا احتلال أراضي الغير أو البكاء على أطلال الإمبراطورية الضائعة ولكن أردت أن أذكر أمثلة للذين استعبدهم الخوف من الحرب حتى يعرفوا أن مصر حاربت وانتصرت وأن الهزيمة لم تكن أبدا إلا تمهيد لانتصار عظيم منذ احتلال الهكسوس وحتى طرد الصهاينة من سيناء في حرب أكتوبر المجيدة. ولكن كيف كانت الحرب طريقًا لمجد مصر وكيف يمكن لرديفة الدمار أن تكون سببًا للتنمية؟ تلك قصة الرسالة القادمة فانتظروها.    




[1] http://www.sohag-univ.edu.eg/facarc/wp-content/uploads/2020/03pdf

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق