المتابعون

الثلاثاء، 4 مايو 2021

للحرب سبع فوائد 2- الهجوم خير وسيلة للدفاع

(2)

الهجوم خير وسيلة للدفاع

بقلم/ ميادة مدحت

 

تمتد خطط منع تدفق النيل إلى مصر وتعطيشها إلى مئات السنين فقد طلب البابا الكساندر السادس من فاسكو دى جاما أن يتواصل مع يوحنا ملك إثيوبيا آنذاك لإيجاد طريقة لمنع تدفق ماء النيل إلى مصر انتقامًا من جيشها الذي هزم الصليبيين وطردهم خارج بلاد المسلمين[i]. لن أخوض هنا في تاريخ العداء بين إثيوبيا ومصر والذي تطور إلى صدامات مسلحة في عهد الخديو اسماعيل لكنى سأدخل مباشرة في صلب النتائج الكارثية للسد الملعون على مصر. وفقًا لخطاب مصر إلى مجلس الأمن فإن الانخفاض في مياه النيل بمقدار مليار متر مكعب سيؤدي إلى فقدان 290 ألف شخص لمصدر دخلهم وخسارة 430 مليون دولار في الإنتاج الزراعي وفقدان 320 ألف فدان وسوف يؤدي الملأ الثاني غلى احتجاز اكثر من 13 مليار متر مكعب[1]. ويبلغ نصيب مصر السنوى من مياه النيل حوالي 55.5 مليار متر مكعب في حين يبلغ استهلاكنا سنويًا 74 مليار متر مكعب أى أن ما يصلنا بالفعل الآن هو أقل من احتياجاتنا السنوية فيمكن تخيل الضرر الذي قد يقع على مصر هذا العام إذا أتى الفيضان متوسطًا أو ضعيفًا في ظل الملأ الثاني للسد المقرر حدوثه في يوليو القادم.

السؤال هنا هل هناك أمل في إنهاء الأزمة على طاولة المفاوضات؟ للأسف لا فلا يوجد أدنى بادرة تنم عن حسن نية من الجانب الإثيوبي المتمسك بإشراف الاتحاد الإفريقي على المفاوضات ويأتي ذلك في إطار ميل واضح للجانب الإثيوبي كما أن عددًا من دول حوض النيل وبالتحديد دول اتفاقية عنتيبي المشؤومة ليست معنا بل هى ضدنا بشكل واضح[2]. ومنذ بداية الأزمة في عام 2010 استغلت إثيوبيا المفاوضات أسوأ استغلال وكان التهديد بالتدخل العسكري هو الرادع الوحيد لها وهو ما أوغر صدر زيناوي على مبارك الذي قرر قصف أساسات السد حال الشروع في إنشائه[3].

وإذا كان نجاح تشغيل السد يهددنا بالجفاف والمجاعة فإن انهياره – وهو أمر وارد لوجوده على فوالق جيولوجية وبعض العيوب التي ثبت وجودها في جسم السد- سيكون فيه فناء السودان ومصر. ووفقًا للدكتور فيصل أيوب باحث في الدراسات البيئية والمائية فإنه في حال انهيار السد سيحدث تدفق لحوالى 73 مليار متر مكعب من هضبة شمال أثيوبيا من ارتفاع 4000 متر فوق سطح البحر؛ لتغرق السودان، وتقتلع السد العالي من مكانه وسيجرف الطوفان المدن والقرى والطرق والكباري علي ضفاف النهر على امتداد 1536 كم من الجنوب إلى الشمال. سيتم تدمير الدلتا، ويرتفع الماء بين فرعي دمياط ورشيد، مابين 15 إلي 20 متر، وسيفني ذلك سكان الدلتا و تغرق الفيوم لأنها تنخفض عن سطح البحر بنحو 45 متر. وسيتجاوز عدد الغرقى عشرات الملايين.

لقد بنى السد باكتتاب إسرائيلي تحت شعار معًا ضد مصر وقد أعلنت إثيوبيا العداء وياليتها اعتدت على الحدود لكنها تريد إفناء مصر وهو ما لا يمكن السكوت عليه وأى هجوم عسكري مصري الآن لن يعد اعتداء بل هو حق مشروع في الدفاع عن النفس ومقدرات الوطن. وهنا تظهر الأصوات المهددة لنا بانهيار مصر وفرض عقوبات ضدها وهؤلاء أرد عليهم في الرسالة التالية. 


 



[1] https://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=17042021&id=4bfbf862-ca5e-4a24-a738-d987b53aed00

[2]  محمود الورواري ، من معنا ومن ضدنا في أزمة سد النهضة؟ https://www.facebook.com/ma.alwerwary/videos/3826996044020555

[3]  https://mubasher.aljazeera.net/news/2021/4/7



[i]  حوار تلفزيوني للكاتب محمد حسنين هيكل مع الإعلامية لميس الحديدي https://www.facebook.com/149131455687825/videos/2173386936140337

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق