المتابعون

الأربعاء، 27 مارس 2013

الرقص فى زمن الكوليرا



الرقص فى زمن الكوليرا
بقلم / ميادة مدحت


نعم أعشق الرقص ولا أزدرى من تقرر أن تكون راقصة إذا ما كانت ستقدم فنًا حقيقيا لا مجرد حركات شهوانية وبدلة رقص عارية . أعرف أننا فى زمن كئيب الغلبة فيه لمن يحرمون الرقص والموسيقى والحب ولكن منذ متى كتمت رأيًا خشية من حاكم أو طلبا لرضاه؟!
الرقص أكبر من مجرد حركات جسدية بل هو جزء من الحياة ودليل عليها .. الرقص فى فطرتنا وراقب أى طفل صغير يستمع الى موسيقى جميلة ستراه يهتز جزلا بجسده الصغير .. عندما نفرح نرقص ونرقص ونرقص بل وأحيانا عندما نحزن أو نغضب. والرقص عمل روحى صرف فى الحضرة الصوفيه الساحرة وفى رقصة التنورة.  

ولأن عقدة الخواجة تطاردنا فى كل شىء يفاجئنى احترام  كثير من المستنيرين فن الباليه واحتقارهم للرقص الشرقى الذى تفردت به مصر منذ زمن بعيد  على أساس أنه يفتقر إلى الرقى والإبداع !!  نعم عن الرقص بشكل عام وعن الرقص الشرقى بشكل خاص أتحدث هذا الفن الذى لو عرفنا قيمته لقدرناه واستثمرناه  فإذا كان الروس تفردوا فى الباليه والإيطاليون فى الأوبرا فلم لا نتفرد فى الرقص الشرقى ونصدره للعالم ؟
لا يوجد راقصة محترمة ؟ من قال ذلك ؟ وفريدة فهمى تلك الوردة الرقيقة خريجة الحقوق وابنة الأستاذ الجامعى، الفراشة التى تطير فى تابلوهات فنية رائعة من ابداعات فرقة رضا من يجرؤ على وصفها بغير المحترمة إلا جاهل أو غير محترم ؟ من منكم قرأ تاريخ تحية كاريوكا وعرف مواقفها و"جدعنتها" ؟  تلك الراقصة التى أضربت عن الطعام احتجاج على قانون نقابة المهن التمثيلية وقادت اعتصاما انتهى بنجاح المقاومة فى وجه محاولات تكبيل الإبداع .. كيف يمكن أن أسمح لضميرى باحتقار هذه المرأة الرجل؟ وكيف أنسى سامية جمال برقتها المتناهية وشياكتها العالية ورقصها البديع ؟ حتى عندما دخلنا فى عصر الظلمات وحكمنا الوهابيون كانت أكثر أفعال المقاومة تحديا لهم اسكتشات الراقصة
سما المصرى!!!!!!!!!
أستمتع بالرقص الشرقى أتابعه وأعشقه بل وأحترمه لأنه جزء من تراثنا ومن ثقافتنا وحضارتنا ولأنه فن بديع يعجبنى ويدخل السعادة إلى قلبى . كما أننى لا أحتقر الراقصات وإن كان يؤسفنى ألا أجد من تحاول تقديم مدرسة خاصة فى هذا المجال وتدافع عنه بقوة مثلما فعل الرعيل الأول من الراقصات المصريات ويدهشنى أن أجد غير المصريات يقتحمن هذا المجال  لأن بنات مصر المثقفات والمتعلمات يخشين العار إن التحقوا بهذه المهنة  التى دخلتها الجاهلات والمنحرفات فتدهورت كما تدهور كل شىء جميل فى مصر.

هناك تعليقان (2):

  1. اتفق القاريء معك أو اختلف . تحياتي علي سهولة الطرح و روعة الأسلوب و قوة الحجه و ما يحمل المقطع من وعي و رقي في التلقي لأنواع الفنون .

    ردحذف
  2. شكرا جزيلا زميلى العزيز

    ردحذف